الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
.تفسير الآيات (41- 45): .شرح الكلمات: {فإنا منهم منتقمون}: أي معذبوهم في الدنيا وفي الآخرة. {وإما نرينك الذي وعدناهم}: أي وإن نرينك بعض الذي نعدهم من العذاب. {فإنا عليهم مقتدرون}: أي لا يعوقنا لأنا عليهم قادرون. {فاستمسك بالذى أوحي إليك}: أي دم على استمساكك بالقرآن سواء عجلنا لك بالموعود به أو أخرناه. {وإنه لذكر لك ولقومك}: أي وإن القرآن لشرف لك وشرف لقومك. {وسوف تسألون}: أي عن القرآن أي عن العمل به بتطبيق شرائعه وإبلاغه لغيركم. {وأسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا}: أس اسأل مؤمنى أهل الكتابين التوارة والانجيل. {اجعلنا من دون الرحمن آلهة}: أي هل جعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون والجواب لم نجعل أبداً فليفهم هذا مشركو مكة. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم} أي فتمسك يا رسولنا بما يأمرك به هذا القرآن الذي أوحاه إليك ربك إنك صراط مستقيم وهو الإسلام الذي لا يشفى من تمسك به فعاش عليه ومات عليه. وقوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} أي وان القرآن الذي أوحى إليك وأمرت بالتمسك به هو ذكر لك أي شرف وأى شرف ولقومك من قريش كذلك إذا آمنوا به وعملوا بما جاء وسوف تسألون عن العمل به وتطبيق أحكامه والإلتزام بشرائعه. وقوله: {واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون}؟ أي وأسأل يا رسولنا مؤمني أهل الكتابين التوارة والانجيل إذ سؤالهما سؤال رسلهم الذين ماتوا من قبلك هل جعل الله تعالى من دونه آلهة يعبدون؟ وسوف يجيبونك بقولهم حاشا لله أن يأذن بعبادة غيره من خلقه وهو الله لا إله إلا هو، وهذا من أجل تنبيه أذهان قريش إلى خطأها الفاحش في اصرارها على عبادة الأصنام إن القرآن نزل لهدايتهم وهداية غيرهم من بنى آدم على الإطلاق إلا أنهم هو أولا وغيرهم ثانيا. .من هداية الآيات: 2- صدق وعد الله تعالى لرسوله فإنه ما توفاه حتى أقر عينه بنصره على أعدائه. 3- وجوب التمسك بالكتاب والسنة اعتقاداً وعملاً. 4- شرف هذه الأمة بالقرآن فإن أضاعته أضاعها الله وأذلها وقد فعل. .تفسير الآيات (46- 50): .شرح الكلمات: {إلى فرعون وملإه}: أي وقومه من القبط. {إذ هم منها يضحكون}: أي سخرية وإستهزاء. {وما نريهم من آية}: أي من آيات العذاب كالطوفان. {إلا هي أكبر من أختها}: أي من قرينتها التي قبلها من الآيات. {وقالوا يا أيها الساحر}: أي أيها العالم بالسحر المتبحر فيه. {بما عهد عندك}: أي من كشف العذاب عنا إن آمنا. {إنا لمهتدون}: أي إن كشف عنا العذاب إنا مؤمنون. {إذا هم ينكثون}: أي ينقضون عهدهم فلم يؤمنوا. .معنى الآيات: ومن جهة أخرى كان لتسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وحمله على الصبر كما صبر موسى وهو أحد أولى العزم الخمسة فقال تعالى: {ولقد أرسلنا موسى بآياتنا} أي بحججنا الدالة على صدق موسى في رسالته إلى فرعون وقومه بأن يعبدوا الله ويتركوا عبادة غيره، وان يرسلوا مع موسى بني إسرائيل ليذهب بهم إلى أرض المعاد (فلسطين) فلما جاءهم قال إني رسول رب العالمين جئتكم لآمركم بعبادة الله وحدة وترك عبادة من سواه، إذ لا يستحق العبادة إلا الله. فطالبوه بالآيات على صدق دعواه فلما جاءهم بالآيات العظام فأجأوه بالضحك منها والسخرية والاستهزاء بها وهو معنى قوله تعالى: {فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون}. وقوله تعالى: {وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها} أي وما نرى فرعون وملأه من آية إلا هب أكبر دلالة على صدق موسى من الآية التي سبقتها. قال تعالى وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون إلى الحق فيؤمنون ويوحدون. وقالوا لموسى يا أيها الساحر أي العليم بالسحر المتبحر فيه ظنا منهم أن المعجزات كانت عمل ساحر. أدع لنا ربك بما عهد عندك إنا لمهتدون أي سل ربك يرفع عنها هذا العذاب كالطوفان والجراد والقمل والضفادع إنا مؤمنون وكانوا كلما نزل بهم العذاب سألوا موسى ووعده بالإيمان به إن رفع الله عنهم العذاب وفى كل مرة ينكثون عهدهم وهو قوله تعالى: {فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون} أي ينقضون العهد ولا يؤمنون كما واعدوا. .من هداية الآيات: 2- قد يؤاخذ الله الأفراد أو الجماعات بالذنب المرة بعد المرة لعلهم يتوبون إليه. 3- حرمة خلف الوعد ونكث العهد، وأنهما من آيات النفاق وعلاماته. .تفسير الآيات (51- 56): .شرح الكلمات: {وهذه الأنهار تجرى من تحتى}: أي من النيل تجرى من تحت قصورى. {أفلا تبصرون}: أي عظمتى وما أنا عليه من الجلال والكمال. {أم أنا خير}: أي من موسى الذي هو مهين ولا يكاد يبين أي يفصح للثغة التي في لسانه. {فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب}: أي هَلا ألقي عليه أسورة من ذهب من قِبل الذي أرسله. {أو جاء معه الملائكة مقترنين}: أي أو جاءت الملائكة يتبع بعضها بعضاً تشهد له بالرسالة. {إنهم كانوا قوماً فاسقين}: أي أطاعوه لكونهم قوماً فاسقين ففسقهم هو علة طاعتهم. {فلما آسفونا انتقمنا منهم}: أي فلما أغضبونا انتقمنا منهم. {فجعلناهم سلفا}: أي فرعون وقومه سلفاً أي سابقين ليكونوا عبرة لمن بعدهم. {ومثلا للآخرين}: أي يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل فعلهم. .معنى الآيات: فلولا ألقى عليه أساوره من ذهب أي هلا ألقى عليه من أرسله أساورة من ذهب أو بعث معه الملائكة مقترنين يشهدون له بالرسالة. قال تعالى: {فاستخف قومه} أي استفزهم بقوله هذا وحركهم فاطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين، والفاسق جبان يستجيب بسرعة للباطل ان كان ممن يخاف عادة كالحاكم الظالم. وقوله تعالى: {فلما آسفونا} أي أغضبونا بنكثهم وكفرهم وكبريائهم وظلمهم أغرقناهم أجمعين أي فلم نبق منهم أحداً والمراد فرعون وجنوده. وقوله تعالى: {فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين} أي جعلنا فرعون، ومن أغرقنا معه من ملائه وجيوشيه سلفا أي سابقين ليكنوا عبرة لمن بعدهم، ومثلا يتمثل به من بعدهم فلا يقدمون على ما أقدموا عليه من الكفر والظلم والعلو والفساد، وأولى من يعتبر بهذا قريش التي نزل لينبهها ويحرك كامن نفسها لتنتبه من غفلتها وتوحد فتنجو وتكمل وتسعد. .من هداية الآيات: 2- الاحتقار للفقراء والازدراء بهم من صفات الجبارين الظلمة المتكبرين. 3- الفسق يجعل صاحبه مطية لكل ظالم أداة يسخره كما يشاء. 4- التحذير من غضب الرب تبارك وتعالى فإنه متى غضب انتفم فبطش. .تفسير الآيات (57- 62): .شرح الكلمات: {إذا قومك منه يصدون}: أي إذ المشركون من قومك يصدون أي يضحكون فرحاً بما سمعوا. {وقالوا ألهتنا خير أم هو}: أي ألهتنا التي نعبدها خير أم هو أي عيسى بن مريم فنرضى أن تكون آلهتنا معه. {ما ضربوه لك إلا جدلاً}: أي ما جعلوه أي المثل لك إلا خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول اللفظ عيسى عليه السلام. {بل هم قوم خصمون}: أي ما هو أي عيسى إلا عبد انعمنا عليه البنوة. {وجعلناه مثلا لبني إسرائيل}: أي لوجود من غير أب كان مثلا لبني إسرائيل لغرابته يستدل به على قدرة الله على ما يشاء. {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة}: أي ولو شاء لأهلكناهم وجعلنا بدلكم وملائكة. {في الأرض يخلفون}: أي يعمرون الأرض ويعبدون الله فيها يخلفونكم فيها بعد إهلاككم. {وإنه لعلم للساعة}: أي وإن عيسى عليه السلام لعلهم للساعة تعلم بنزوله إذا نزل. {فلا تمترون بها}: أي لا تشكن فيها أي إثباتها ولا في قربها. {واتبعون هذا صراط مستقيم}: أي وقل لهم اتبعون على التوحيد هذا صراط مستقيم وهو الإسلام. {ولا يصدنكم الشيطان}: أي ولا يصرفنكم الشيطان عن الإسلام. {إنه لكم عدو مبين}: أي إن الشيطان لكم عدو بيّن العداوة فلا تتبعوه. .معنى الآيات: وقوله أن هو أي عيسى إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة والرسالة، وجعلناه مثلا لبني إسرائيل يستدلون به على قدة الله وإنه عز وجل على كل ما يشاء قدير إذ خلقه من غير أب كما خلق آدم من تراب قم قال له كن فكان. وقوله تعالى: {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} أي ولو نشاء لأهلكناكم يا بنى آدم ولم نبق منك أحداً. وجعلنا بدلكم في الأرض ملائكة يخلفونكم فيها فيعمرونها ويعبدون الله تعالى فيها ويوحدونه ولا يشركون به سواء. وقوله: {وإنه لعلم للساعة} أي وإن عيسى عليه السلام لعلامة للساعة أي نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان علامة على قرب الساعة. فلا تمترن بها أي فلا تشكن في إيتانها فانها آتية وقريبة. وقوله واتبعون أي وقل لهم يا رسولنا واتبعون على التوحيد وما جئتكم به من الهدى هذا صراط مستقيم أي الإسلام بوساوسه وإغوائه فيصرفكم عن التوحيد والإسلام إنه لكم عدو مبين وليس أدل على عداوته من أنه اخرج آدم بإغوائه من الجنة حسداً له وبغياً عليه. فمثل هذا العدو لا يصح ابداً الإستماع إليه والمشي وراءه واتباع خطواته. ومن يتبع خطواته يهلك. .من هداية الآيات: 2- ذم الجدل لغير إحقاق حق وإبطال باطل وفي الحديث: «ما ضل قوم هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل». 3- شرف عيسى وعلو مكانته وأن نزوله إلى الأرض علامة كبرى من علامات قرب الساعة. 4- تقرير البعث والجزاء. 5- حرمة إتباع الشيطان لأنه يضل ولا يهدى. .تفسير الآيات (63- 66): .شرح الكلمات: {قال قد جئتكم بالحكمة}: أي قال لبني إسرائيل قد جئتكم بالنبوة وشرائع الإنجيل. {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه}: أي وجئتكم لأبين لكم ما اختلفتم فيه من أحكام التوارة من أمر الدين وغيره. {فاتقوا الله وأطيعون}: أي خافوا الله وأطيعون فيما أبلغكموه عن الله من الأمر النهى. {إن الله ربى وربكم فاعبدوه}: أي إن الله إلهي وإلهكم فاعبدوه بحبه وتعظيمه والذلة له. {هذا صراط مستقيم}: أي تقوى الله وطاعة الرسول وعبادة الله بما شرع هو الإسلام المعبر عنه بالصراط المستقيم. {فاختلف الأحزاب من بينهم}: أي في شأن عيسى أهو الله: أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة. {فويل للذين ظلموا من عذاب يوم اليم}: أي فويل للذين كفروا بما قالوا في عيسى من الكذب والباطل. {هل ينظرون إلا ساعة أن تاتيهم بغتة وهم لا يشعرون}: أي ما ينتظر هؤلاء الأحزاب مع إصرارهم على ما قالوه في عيسى إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فجأة وهو لا يشعرون. .معنى الآيات: وقال النصارى: هو الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة. قال تعالى: {فويل للذين ظلموا من عذاب أليم} أي مؤلم فتوعدهم الرب تعالى بالويل الذي هو وادٍ يسيل في جهنم بما يتجمع من صديد فروج أهل الناس وأبدانهم من دماء وقروح وأوساخ هو عذاب يوم القيامة الأليم توعد هؤلاء الظالمين بما قالوا في عيسى عبد الله ورسوله عليه السلام وقال تعالى: {هل ينظرون إلا الساعة} أي ما ينظرون إلا الساعة لأنهم ما تابوا إلى الله ولا راجعوا الحق فيما قالوه في عيسى بل أصروا: اليهود يصفونه بأخس الصفات والنصارى يصفونه بالألوهية التي هي حق الله رب عيسى ورب العالمين أن تأتيهم بغتة أي فجأة وهم لا يشعرون لأنهم مشغولون بالذرة والهيدروجين والاستعمار والتجارة والانغماس في الشهوات كما هو واقع ومشاهد اليوم. وصدق الله العظيم. .من هداية الآيات: 2- وجوب التقوى لله وطاعة الرسول، وتوحيد الله في عبادته. 3- بيان شؤم الخلاف، وما يجره من التوغل في الكفر والفساد. 4- وعيد الله لليهود والنصارى الذين لم يدخلوا في الإسلام بالويل وهو عذاب يوم أليم. .تفسير الآيات (67- 73): .شرح الكلمات: {إلا المتقين}: فإن محبتهم تدوم لهم لأنها كانت في الله وطاعته. {يا عباد لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}: أي ينادون فيقال لهم لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون بل تحبرون أي تسرون وتكرمون. {يطاف عليهم بصحاف من ذهب}: أي يطوف عليهم الملائكة بقصاع من ذهب وفيها الطعام وأكواب من ذهب فيها الشراب اللذيذ. {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ}: أي في الجنة ما تشتهيه الأنفس تلذذاً به وتلذه الأعين نظراً إليه. {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون}: أي يقال لهم وهذه هي الجنة التي أورثكموها الله بأعمالكم الصالحة التي هي ثمرة إيمانكم الصادق وإخلاصكم الكامل. .معنى الآيات: وقوله تعالى: {وتلك الجنة} أي وهذه هي الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعلمون من الصالحات والخيرات، ووجه الوراثة أن الله تعالى خلق لكل إنسان منزلين أحدهما في الجنة والثاني في النار فكل من دخل الجنة ورث منزل أحد دخل النار فهذا أوجه التوارث والباء في بما كنتم تعملون سببة أي بسبب أعمالكم الصالحة التي زكت نفوسكم وطهرت أرواحكم فاستوجبتم دخول الجنة وأرث منازلها. وقوله تعالى: {لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون} أي يقال لهم هذا إكراماً لهم وإسعاداً. .من هداية الآيات: 2- بيان فضل التقوى وشرف المتقين الذين يتقون الشرك والمعاصي. 3- بيان أن الرجل يجمع الله بينه وبين زوجته المسلمة في الجنة. 4- بيان نعيم أهل الجنة من طعام وشراب وسائر المستلذات. 5- الإيمان والعمل الصالح سبب في دخول الجنة كما أن الشرك والمعاصي سبب في دخول النار.
|